• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الروحُ السامية واليدُ السخيّة

أبوعاصِم

الروحُ السامية واليدُ السخيّة

الحاج كاظِم عبد الحسين؛ مآثرك حميدة، وعطاياك ثرّة، تلاحق شؤون الفقراء والمتعففين في حواضر المُدن، ومجاهل غابات افريقيا منذورٌ للخير، وعنوانٌ للضمير، اقمتَ في ذاتِكَ الخيّرة محكمة ضمير فتكسّرت عليها كُلُّ إخْفاقات الحياة، وهنات الروح، فانتصرتَ قضيةَ إنسان، وكسبتَ مُرافعة ضمير.

((ومن لم يخِف عُقبى الصمير  فمِن سِواهُ لَنْ يخافا))

كُنتَ (ضميراً) تَشْعُر بلَذِع الدمْع في محاجِر الأيتام والمحرومين، وتتلمسُ سِهامَ الزمن المغروسة في أحشاءِ الجائعين، فتنتزِعها بكُلِ رِفْقٍ ولين، وتُطْلقُ الإبتسامة في وجه من تجهمت في وجهه الدُنيا اللعوب.

هي النفسُ السامية التي نستمِدُ منها معالِمَ الخيرِ والعَدلِ والجمال.

فتبثُ الروحَ في اقلامِنا وتسمع عبر صريرها غِناء الروح ومساقِط الدمع، تُغني لبطولة (الإنسان) وإنتصاره على إخْفاقات الحياة، وتبكي لفراق الاحبة الطيبين.

آهٍ ابا الحُسين!

على الذكرياتِ التي لازالتْ تستيقِظ في خاطري، انا ذا من اربعين خلت، يوم كُنتُ عريفَ حَفلِ مأتم أربعينيّة استاذي الكبير "الدكتور داوود العطْار"، ورفيق دربِك المِعطاء، الذي غرستم على مطالعهِ النرجس الرفراف من الاريحية والعطاء.

فاجْهشْتَ بالبُكاء لِفراق ذلك الحبيب (العطار) وفراقُ الأحبّة غُربة، كما قال سيدُ الغُرباء عليٌ بِن ابي طالِب (ع) في ذلك المأتم المهيب كُنت أطعِمُ كلِماتي بلهبِ فُراقِ استاذي العطْار.

كانَ الحاج كاظِم عبِد الحسين لم يملُك (حملة التوحيد)، وإنما كان يقودُ هذا الركْب الكريم الذي يسيح في أرضِ (التوحيد) ويقتفي إثّر الرسولِ والرسالة، فتعيش ُ تِلكَ النفسُ السامية روعة التاريخ، وتتسامى نحو فضاءات الإسلام العالية.

 

إنَ سياحة الخير عَند الحاج ابي الحُسين جعلتهُ أن يكون رمزاً واسوةً حسنة للمُسْلِم الساعي لبلسمتِ الجِراح.

إن هشاشة الاحلام عِنْد الفُقراء منحها الحاج صلابة الصبْر فتوازنت في درب الحياة، ولعمري أنها أبلغُ درسٍ من عطاياهُ السخيّة التي جادت بِها أناملهُ البيضاء وهي تُسابِق الروحَ كرماً وجوداً.

نَمْ قرير العين يا حاج كاظِم عبد الحسين في جنات الخُلد مع مَنْ أحببتَ وواليت محمداً وآلهُ الاطهار.

وإنا لفقْدِك لمحزونون.

عبدالمحسِن الموسوي

أبوعاصِم

١٦-١٠-٢٠١٨

ارسال التعليق

Top